دوما كنت انتظر هذه اللحظة التي سأعلم فيها بوجودك هنا في هذه المساحة الضيقة التي كانت ملكي وحدي قبل بضع أسابيع ، احلم بتلك المشاعر منذ كنت صغيرة أرى لحظة قدوم الأطفال إلى الدنيا وأتابع أصابعهم التي تعبث بجدار دنياهم الصغيرة والتي تخص والدتهم العزيزة ...
فرحت بك للغاية...لم أتمالك نفسي من الفرحة ولكني رحت اشعر بأشياء لم تمر بعقلي من قبل ولم أتخيلها أبدا...سامحيني يا عزيزتي فليس من السهل أن تعطي مساحة لا باس بها من بطنك إلى شخص آخر حتى لو كانت ابنتك القادمة ...
وسامحيني مرة أخرى فانا لازلت أتمتع بقدر كبير من أنانية البشر التي لم تعرفيها بعد ورغبتهم في الاحتفاظ بأشيائهم جميعها دون التخلي عن 2 سم فقط هي كل المساحة التي تشغلينها الآن .
سكتت وتعجبت واستنكرت على نفسي هذه المشاعر الغريبة فكيف لا أتحملك وكنت الغاية منذ البداية؟..
ولكني بدأت في استيعاب الموقف بسرعة وأصبحت اهتم بك أكثر من نفسي بكثير وكان هذه المساحة الصغيرة هي محور حياتي من الآن وصاعدا...
ألومك قليلا لأني متعبة، مرهقة، قلقة، لا اقدر على الأكل أو شرب اللبن وأعاني كثيرا في تناول تلك الحبات الصفراء( حمض الفوليك) لأنها تروقك كثيرا، أكره النوم وترك أبيك وحده يشاهد التلفزيون ولكنك تجبرينني على هذا رغما عني وهو لا يفهم كثيرا في أعراض الحمل فيرفض نومي لساعات وتركه وأقاوم النوم في مرات كثيرة ولكنك تنتصرين في النهاية فاسقط منه أمام التلفاز ويتركني لأنه يشعر بالشفقة على وعليك.
أعرف أنك ستسالين الآن لماذا أناديك بألفاظ الأنثى ولم افعل مثل أبيك العزيز وأتعامل على انك ذكر يرفع اسمه ويبقى ذكره في الدنيا، لا ادري ولكني اشعر انك أنثى مجرد شعور فقط ولا انوي التأكد من كونك أنثى أم ذكر إلا يوم ولادتك لأظل مشتاقة إليك 9 أشهر بالتمام والكمال...وصدقيني إذا كنت أنثى أو ذكر سأفرح بنفس القدر فأنت في النهاية جزء مني ومنه.
متعبة أنا للغاية وأتذكر كلام جدتك التي لم تسعها الفرحة عندما علمت بقدومك عندما قالت لي لن تعرفي قيمة الأم ولا غلاوتها إلا لما تحملي وتولدي" وهاأنا عرفت قيمتها وشعرت بتعبها من اجلي فقط منذ أول الشهور فماذا فيما تبقى من الشهور التسعة....
سامحيني على شكوتي ولكن سيأتي اليوم الذي تعرفين فيه قيمة والدتك فقط عندما تحملي وتلدي طفل كان في الأصل جزء من أحشائك..
احبك كثيرا وانتظرك بشوق واهتم بك قدر الإمكان ...اشرب اللبن رغم بغضي له، ابلع حمض الفوليك يوميا، أنام واترك والدك، اركب التاكسي في طريقي للمنزل خوفا عليك، اصعد سلالم بيتنا في هدوء وراحة زيادة في الأمان، لم اعد أطيق اللحوم والفراخ ولا الملوخية الخضراء ولكن يبدو انك ستصبحين مثل والدتك تفضلين الأسماك والملوحة والفسيخ لأنها توحشني كثيرا وتروقني وأنت بداخلي..ادعو الله ان يعينني على حملك ووضعك بسلام
أمك دودو( هاحبك تقولي لي دودو من غير تكليف)