الخميس، يونيو ٢٤، ٢٠١٠

كلنا خالد سعيد

كلنا خالد سعيد..مش هانسيب حقك يا خالد ونازلين الكورنيش

الأحد، يونيو ٢٠، ٢٠١٠

خالد..وحشتني



خالد..أشعر بوجع بقلبي وحيرة بروحي وضعف بجسدي، كل مرة أرى فيها صورتك.. أتأملك بهدوء..نظرة عينيك تخترق قلبي، تبدو كشاب لديه طموحات وأحلام كثيرة..تنظر لي بتركيز..وأحياناً أشعر بعينيك تتحرك لتدب في وجهك الحياة وتزيد مساحة ابتسامتك الوقورة على وجهك الهاديء الجميل..


منحك الله تقاطيع غاية في الوضوح فوجهك محدد المعالم.. طويل..قمحي..حاد وبريء..ربما لو كانت ملامحك تحمل "بشلة" على يمين وجهك أو "ندبة "من أثار عراك طفولي في جبينك؛ كنت فقدت بعض من تعاطف الكثيرين معك، أو ربما نجحت محاولاتهم لتشويه صورتك وتاريخك، لكن الله اختار أن تبقى ببراءتك وطفولة ملامحك وثبات نظرتك لتكشف عارهم وتخترق قلوب الملايين الذين يدركون جيداً ان زيك زيهم..واحد مننا..



"خلود"..ربما هكذا كنت سأناديك لو كنت أعرفك قبل رحيلك المفجع..أشعر أنك أخويا..ابني..صديق زوجي..واحد قريب قوي مني ..أراك في كل الأشياء من حولي..في اللابتوب الجديد الذي فقدت فرحتي به لأنه يحمل صورة لك بعد تعذيبك..وفي شباك بيتي المطل على الشارع الذي أتخيلك وأنت تذبح على أبواب واحدة من بناياته المتجاورة..وفي مرآة سيارتي الحمراء بلون الدم الذي سال منك وأغرق تراب هذا الوطن الذي أصبح يدافع عن قاتليك بإخلاص لم نعهده فيه مع أعز أبنائه ..


خالد محمد سعيد..لم يعد يشغلني غير البحث عن أخبارك..أقرأها كلها واحتفظ بنسخة منها عندي لأراجع ماذا سيحدث بعد؟!..


أراك يا خالد كل يوم قبل أن أخلد للنوم، أتحدث معك لأعرف ماذا حدث وماذا كنت تشعر عندما انقض عليك زوار الشيطان ليسلبوك حياتك التي بدأت تزدهر لتوها.. وأبحث عن إجابات عن حال هؤلاء الذين كانوا يحيطون ك وانت تفقد الحياة أمام أعينهم ؟؟ وكثير من تلك الاسئلة التي لايعرف إجابات لها غيرك..!


أشعر بوقاحة وضعف وقلة حيلة.. وأنا أجلس فقط هنا في بيتي أتابع صفحات الانترنت والبرامج الحوارية الجبانة التي أبت أن تتحدث عنك خوفاً على مصالحها، دون أن أسافر لتعزية والدتك أو أخرج للشارع لأطالب بالقصاص من قاتليك..لا أجد مبرراتي قوية لفعل ذلك..ولكنني لا أستطيع حمل طفلتي والخروج بها في واحدة من تلك المظاهرات، وأخاف أن أتركها لدى أحدهم وأذهب فلا أعود..


أخاف على أخي "محمد" من مصيرك فهو مثلك يرفض القهر ويريد أن يعيـش بكرامة ولكنه يكبرك بعدة أعوام، فقد أتم سنواته الثلاثين ولم يحصل على عمل بعد ولا يملك مليماً واحداً ليفكر حتى في الزواج ولا يفعل شيئأ غير الخروج للتمشية في شارع من شوارع الوطن الذي باعك من أجل عيون اثنين مخبرين وضابط ، ترى هل سيرحل مثلك أم مثل ذلك الشاب الذي اختار الرحيل بمشنقة صنعها بنفسه فوق كوبري قصر النيل..!



أشعر بالفخر والغيرة من هؤلاء الذين نزلوا الشارع ودافعوا عن حقك في القصاص..وانبهر بكم الوثائق التي يكشفها هؤلاء الذين قرروا البحث عن الحقيقة..حقيقة ما جرى معك..ليخبروني وأمثالي دعاة النضال الالكتروني، ان نساعدهم في نشرها بضغطة على زر..أغار منهم وأوبخ نفسي كل يوم بل كل مرة أراك فيها غارق في دمك..


وحشتني..هكذا شعرت اليوم عندما شاهدت هذا الفيديو الذي تلعب فيه موسيقى جميلة مثلك..شعرت بالحياة سعيدة بك..تحتفل بمحاولاتك المستميتة لقهرها والاستمتاع بحياتك في هذا الوطن المخنوق..


مليكة- ابنتي- هي الأخرى تحب العزف على لعبة تشبه آلتك الموسيقية في الفيديو الذي شاهدته، تمسك بميكروفون صغير وتردد أغاني كلها فرحة ومتعة وتضغط بأصابعها الصغيرة على أزرار فتخرج موسيقى مبهجة..فهل أتركها تكمل المشوار واهتم بتعلمها العزف من أجلك أم أخاف عليها من مصيرك وأعزلها عن الحياة التي قهرتك وقهرتنا جميعاً برحيلك؟!..أم تراني سأفعل مثلما طلبت حنان كمال بالأمس أن نربي أولادنا تربية مودع..؟!


قاسية هي كلمات حنان وموجعة..فأن ترى جزء منك يرحل هو أكثر الاشياء ألماً وحزناً فما بالك برحيله بطريقة وحشية وقاسية ومفجعة مثلما حدث معك



خالد..اسمك يعني أن تبقى دوماً، ولكنك فعلت أول شيء على العكس منه ورحلت فترى هل ستبقى دوماً في مخيلاتنا أم أنها بضعة أيام وربما شهور وإن زادت ستستمر لسنة.. وننساك كغيرك من ضحايا القهر الوطني؟ أم أن حكايتك ستكون بداية النهاية لهذا العصر المتجبر الذي لم يقف عن حد سلبنا حقوقنا العديدة فقرر أن يتوج كل شيء ويسلبنا حيواتنا أيضاً بدم بارد بل ويشوهنا بعدها ليدافع عن نظام فاشل وغبي؟؟