الجمعة، ديسمبر ١٨، ٢٠٠٩

طبخت للحب قبل كده؟


أحب المطبخ نعم..أعشق انتاج أطباق مميزة ..كثيرا ..ولكني لم أعش من قبل تجربة مثل تلك التي أعيشها الآن..أشعر بنشوة كبيرة عندما أنهي الطبخ..أضع الأصناف بجوار بعضها البعض وابتسم..

أفكر كثيرا في تلك الاطباق التي يفضلها بيرو..اختار واحداً من أطباقه المميزة ..افتح الثلاجة وأدراج المطبخ، أدون تلك الأشياء الناقصة والتقط هاتفي وأطلبها من السوبر ماركت القريب..

أعرف جيدا أنه يفضل المكرونة بالباشمل بطريقة جدته(بالصلصة وصوص أبيض كثير)، لا افضلها كثيراً ولكنها الطبق الأكثر وجوداً في بيتنا. ومعها يأخذ قطع كبيرة من البانية المحمر بالفيجيتار..طبخة عادية للغاية لاتمت للصعوبة بصلة ولا تحتاج إلى مجهود كبير مني ولكنها تحتاج فقط للحب كي تصبح أجمل..

أحياناً اعدها بنفس الطريقة وبنفس المكونات ولكنها لاتعجبه، يأكل منها قطعة واحدة ويكمل كل البانية وقتها أعرف أنها لم تعط النتيجة التي يفضلها..في تلك المرات التي حدث فيها هذا لاحظت أنني فعلتها فقط لأنني لم أعدها منذ فترة ولم أكن أفعلها بالحب الكاف لنتيجة مبهرة..

ذات مرة، أخبرتني صديقة العمل أنها تعد طعام الأسبوع في يوم الأجازة..أخبرتها بدوري أنني لا استطيع أن افعل ذلك لأن حبيبي لايفضل الوجبات المعدة مسبقاً..ضحكت على كلماتي وتركتني وهي تتمتم..ومن الذي سيخبره أنك فعلتها قبل يوم او يومين..جربت تلك الطريقة، فكانت النتيجة أن أكلت كل الأنواع وحدي طوال الأسبوع والباقي تبرعت به..

في الحقيقة، لا اعد نوع واحد من الطعام، بل أفضل إعداد صنفين على الاقل، ولكن الهدف هنا ليس التوفير في المجهود بل ترك فرصة للاختيار.. بلأمس مثلا، أعدددت محشي كرنب وفلفل وأوراك محمرة في الفرن، إلى جانب مكرونة بالباشامل مع فراخ بانية.. وهناك في الثلاجة كانت شوربة الخضار والمكرونة الاسباجتي من اليوم السابق بجانب بعض قطع اللحم المتبل بالبصل في الفرن..

الغريب أيضاً أن زوجي العزيز لا يأكل من الطعام مرتين..ببساطة أذا اعددت محشي ورق العنب والفراخ والشوربة اللذيذة فهو يأكل منها في وجبة واحدة فقط فقط ولا يفضل تناولها مرتين حتى لو في نفس اليوم..

اعرف مالا ستقولونه الان ، ما هذا الدلع، انت السبب في ذلك، ومجموعة اتوقعها مسبقا من كلمات التوبيخ والنصائح النسائية المفيدة في مثل هذه الحالة..

انتظروا قليلا، فقد اخبرتكم في البداية أنني الان أطبخ للحب وليس لمجرد الأكل..

اطمئنوا، ففأنا لا أفعل هذا دوماً، ففي الأيام العادية أطبخ الأكل العادي، وربما يكون من ذلك النوع الذي يلافضله زوجي على الإطلاق..

أما تلك الليالي التي احكي لكم عنها يغمرني شعور مختلف يداهمني فيها، أجدني مختلفة وجديدة حتى على نفسي..أرقص..أغني..أحلم..كل هذه الافعال الجميلة افعلها هناك في المطبخ ..احمل المكونات برشاقة واضعها في الصواني والحلل لتكون جميع عيون البوتاجاز شغالة ومعها الفرن أيضا..أفعلها أستلقي هناك على الكنبة السوداء المريحة بلا تعب وكأنني كنت في مغامرة أنهيتها للتو وحصلت على كنزي..

الأحد، أغسطس ٠٩، ٢٠٠٩

أحلى الأوقات..بطعم الحقيقة




أحب "أحلى الأوقات" و"قص ولزق".. يبدو أن هالة خليل قادرة على خلق خلطة سحرية في أفلامها لتعجبني ورفيقاتي من فتيات هذا الجيل.. فحكايات هالة تعبر عن تجارب حياتية بطعم الواقع..

الواقع وليس التمثيل.. هو ما أشعر به عندما أشاهد "يسرية" و"ضحى" و"سلمى"، يتذكرن حياة قديمة مرت عليها سنوات، ولكنها لازالت عالقة بوجدانهن تزغزغ مشاعر كل واحدة، مؤكدة أن العمر فات بالفعل ولكن الأشياء الجميلة نستطيع فعلها في جميع الأحوال والظروف والسنوات.

شاهدت الفيلم – للمرة الأولى - قبل سنوات فور نزوله لصالات العرض، أذكر هذا اليوم جيداً.. كانت معي صديقتي "هبه"، ذهبنا لمشاهدة الفيلم الذي بدأ متأخراً. واضطررنا لمغادرته قبل النهاية، بالتحديد عندما قررت "سلمى" أن تبحث عن الاستديو الخاص بأبيها.. دخلت هي الأستديو وخرجت أنا و"هبه" من السينما ليتسنى لنا دخول المدينة الجامعية التي تأخرنا عن موعد إغلاق بوابتها ساعة تقريباً.

مرت السنين، والفيلم يعاد عرضه عشرات المرات على قنوات الأفلام. والغريب أني لم أشاهده حتى نهايته أبداً. كل مرة أتركه عند اللحظة التي تركته فيها في المرة الأولى، حتى حدث ما تمنيته أول أمس. وشاهدته كاملاً.

أحبه، بل أحفظ مشاهده وجمل المشخصاتيه بداخله. أرفض أن أسميهم بالأبطال أو الممثلين، هم مجرد أناس عاشوااللحظة معي ومعكم وبالتالي هم بالفعل مشخصاتية، أشعر أن تلك الكلمة أكثر تأثيراً وتعبيراً من كلمة ممثل.

أحلم مع "يسرية" ببوكية ورد يشتريه لها زوجها بعشرين جنيه، في اليوم ذاته الذي أخرجها فيه من السجن معلناً أنه للتو أتى بها من السجن وليس من المجلس القومي للمرأة، متسائلاً عما يفعله الرجال لصديقاتها اللاتي أفسدن حياتها بمجرد ظهورهن.

تعجبني الطريقة التي تخاطر فيها كل منهن لصالح الأخرى، كالذهاب مع صديقة في أول موعد لها مع شاب لا تعرفه من الأساس، السفر للأسكندرية لمشاهدة الغروب مع تلك الصديقة الحالمة دوما وغيرها من ذكريات فترة أسميها دوماً أحلى الأوقات.

لم أشاهد النهاية إلا أول أمس ولكنني تمنيت الأعوام السابقة ألا تعرف "سلمى" من يبعث لها بالخطابات لأظل أعيش معها تلك التفاصيل الكثيرة والحكايات المتعددة التي سرعان ما تبدأ وتنتهي دون ملل.

قبل يومين فقط شاهدت بقية الفيلم، نهاية رومانسية نسائية، غاضبة وحالمة وحقيقية للغاية، يزينها صوت منير في الخلفية الذي يشعرني دوما بإحساس رقيق كأن هناك من يهتم لأمري ويضعني على قائمة اهتماماته، تزوجت "سلمى" وحاول "ابراهيم" التقرب من "يسرية" و.. ياخبر نسيت بقية النهاية لكنها في الغالب ستكون سعيدة لأن "هالة خليل" قادرة على خلق السعادة الغامرة دون افتعال للأحداث والأشخاص.

هي فقط تعرف كيف تجعل "حنان ترك" على طبيعتها، وكيف تخرج من "هند صبري" الفتاة الجامحة بنظرتها القوية النافذة إلى القلب كما تعرف جيداً كيف تقنعنا جميعاً بشقاوة منة شلبي.

كل ما قلته عن الفيلم في كفة وما عرفته أول أمس في كفة، مفاجأة لم تخطر لي على بال، شريكي يحب الفيلم ذاته ويحفظ تفاصيله، ولكن الفارق أنه شاهده كاملاً ويعرف النهاية جيداً كما أنه لاحظ شيئاً لم يكن يمر بخيالي وكثيرين غيري لايهتمون بمثل تلك التفاصيل.

أخبرني "براء" أن الفيلم يعد مقارنة واضحة وممتازة لطرفي القاهرة فالحكاية كلها تدور بين نقيضين وهما المعادي أقصى الكورنيش، وشبرا قلب القاهرة، الطرف الآخر من الكورنيش ذاته، وأنها مقارنة مثالية وتم تنفيذها بشكل مثالي فـ"هالة خليل" ذاتها من شبرا تحفظ حواريها وتعرف دروبها ولهذا تشعر بالحياة تدب في البيوت والحواري التي تراها.

ويكمل:" شفتي البلكونة دي اللي طلعت منها يسرية علشان تطلب من ابراهيم ربع ثلاجة بعد ما قرر يسيب البيت، وهي ذاتها البلكونة التي أطلت منها لتشتري خضار وتخبر جارتها بضرورة القدوم لأخذ الجمعية، هي دي شبرا أنا أصلي اتربيت هناك".

أعجبتني الحالة التي شعرنا بها معاً وبصراحة أحببت الفيلم أكثر، فغالباً أختلف معه في الاهتمامات وطبيعة الأعمال السينمائية التي نفضلها. لا أنكر أبداً أنه قادر على التركيز والإستيعاب والتخيل والاندماج مع الأفلام أكثر مني بكثير، فهو يجلس للمتعة والمشاهدة وفقط. أما أنا لامانع لدي من القيام بكل أعمال المنزل أثناء المتابعة، وخلال اخر عام ونصف أصبحت أشاهد وألاعب مليكة وأطبخ وربما أنشر في الوقت ذاته وهو ما أفقدني إحساس المعتة والتركيز معاً..

دودو...هند صبري في الفيلم كان اسمها ايه..؟

هكذا فاجأني براء بالسؤال بعد دقائق من نهاية الفيلم.. خجلت من نفسي كثيراً لأنني لم أتذكره، نعم أحبه وشاهدته بدل المرة عشرة لكن الإسم تاه مني فعلا يا بيرو والله عافاه.

"طيب، منة شلبي كان اسمها ايه..

= لأ ده عافاه ضحى وحنان ترك كان اسمها سلمى...

قولي لي يا فالحة سامي العدل بقى اسمه ايه؟؟

= انت ليه غاوي تحرجني لأ مش هاعرف خالص لو قعدت لبكرة حتى

ممكن أعرف انت بتتفرجي على الأفلام ازاي، مفيش تركيز خالص الدماغ فيها ايه يا حاجة؟..

فكرت قليلاً، ولكني احتفظت بالإجابة لنفسي، فأنا أحب تلك النوعية من الأفلام التي لاترهقني في فهم تفاصيلها أو العبث مع كاتبها في تخيل ما بقي من السيناريو، أحب "أحلى الأوقات" و"قص ولزق" وأعشق تفاصيل حياتي التي أجدها في تفاصيل تلك الأفلام..

السبت، يوليو ١٨، ٢٠٠٩

البداية من الصفر..!



دوما نستطيع البداية من جديد، ولكن ربما لا نملك البداية من الصفر؛ لأن الصفر نقطة نمر عليها مرة واحدة فقط لنبدأ منها ثم ننطلق إلى بقية الأرقام ..

ولكن علاقتنا لا تنتهي بالصفر فقد نقابله مرات عديدة في مشوارنا كرفيق لبعض الأرقام الأخرى، حيث يعطيها قيمة أكبرلمجرد وجوده بجوارها ولكن الأغرب أن الصفر في حد ذاته لايساوي شيئاً، فيكون السؤال الذي شغل بالي أمس واليوم هو كيف يستطيع الصفر بقيمته المعدومة التأثير في الأرقام التي تزيد قيمتها عنه..؟!

الثلاثاء، مارس ٠٣، ٢٠٠٩

أجمل حكاية


أجمل حكاية
اخراج :عمر احمد
انتاج:البراء أشرف
فكرة:دعاء الشامي

الخميس، فبراير ٢٦، ٢٠٠٩

عيد ميلاد النونا


عمري ما حسيت اني ممكن أكون أم كويسة، يمكن لأن مسئولية الأمومة التي تعودت عليها كانت أمومة وأبوة في نفس الوقت وربما أيضا لأنني أخاف الفشل دائما..

ولكن ما شعرت به في عيد ميلاد كيكي احساس تاني خالص حاجة كده ولا في الأحلام، بايني صغرت عكس اللي قاله عم أحمد عبيد بالرغم من شعوري بالمسئولية تجاه هذا الكيان الذي ينمو ويستمد قوته مني وتصرفاته من محاكاتي إلا اني في الوقت ذاته اكتشف مهاراتي في الرقص والنط والضحك والاستهبال وكأني صغرت 15 سنة ورا فقط لأحصل على ضحكة مبهجة من كيكي الحلوة

كل سنة وهي طيبة وانا كمان طيبة لأن الفرق بيننا بالظبط 25 سنة و4 أيام وكم ساعة