" هو أنا لو مت هتعملي ايه؟"
جملة قالها براء على رصيف شارع المرور منذ أسبوعين تقريبا وقتها ضحكت واكتفيت بنظرتي إليه متعجبة من تفكيره في هذا المعنى البعيد نسبيا أو الذي يختلف كليا وجزئيا مع طبيعة خطيبي العزيز.
إلا انها لم تكن المرة الوحيدة التي ذكر فيها بيرو الموت فلم يمر أسبوع آخر حتى كرر سؤاله الجديد على مسامعي والغريب على تفكيره في آن واحد وقتها توقفت وتأملت الكلمات وخرجت الكلمات من فمي بسرعة :"هموت من الزعل عليك لو معندناش أطفال لان مش هيكون فيه حاجة أكمل عشانهم حياتي ولو عندنا أطفال هتحمل ومش هستسلم لضعفي عشان "أربيهم كويس وأحقق احلامك فيهم"
وبعدها فكرت وتأملت كلمات هذه الجملة وسهمت فترة طويلة لان المعاني فعلا تستحق التوقف
"الموت"
كلمة قاسية وقوية ومعبرة إلى أقصى حد فهي ليست مجرد ثلاثة حروف ولكنها قدر محتوم لا يستطيع أي منا الهروب منه "فنحن وديعة يستردها صاحبها وقتما شاء أينما شاء" كما كانت تردد جدتي في تلك المناسبات التي تحتاج إلى بث الصبر في النفوس عند فقدان عزيز أو موت قريب والتي افتقدتها أنا عندما ماتت جدتي العزيزة لأرددها لنفسي ورغم ذلك اعتقد أنها مازالت حية لأني لم أراها قبل الدفن.
"الموت" يعتقد البعض انه عذاب للميت في حين انه عذاب لأهل الميت وأحبائه أكثر منه عذاب للميت نفسه فهم من يتعذبون من لوعة الفراق وصعوبة البعاد ولكنه في النهاية قدر.
"براء"
هذا الاسم الذي يشبه اسمي إلى حد كبير فهو أربع حروف وينتهي بنفس اللزمة"ء" إلا إن دخوله هذا جاء بشكل درامي يستحق الكتابة فبعد أن كنا دائمي الخناق والاختلاف أصبحنا نحلم ببيت واحد وحياة واحدة ومشاعر تستحق التقدير، دخل حياتي ليقلبها ويصبح اقرب بني ادم إلى قلبي الصغير الذي لا يسع إلى جانبه أحد، فماذا سأفعل لو اختفى فجأة كما ظهر على غير انتظار فعلا موضوع يستحق التخطيط والتفكير والبحث عن حلول.
" الحياة"
هي تلك اللحظات الصخبة التي تمر علينا دون أن نفكر في خط النهاية لينحسر تفكيرنا في خط الوسط ولا اقصد به كرة القدم من قريب أو من بعيد ولكني أقصد هذه المساحة التي ندرك فيها معنى الحياة والتي في الغالب لا ندخلها إلا بعد بلوغنا الـ20 سنة وربما تتأخر عند البعض بعض الشيء فما قبلها نتوه في اللعب والتعلم وما بعدها نفكر في المستقبل القريب ليضيع منا خط النهاية (الموت) إما هربا منه أو خوفا من حدوثه أو حتى شعورا بقربه مما يجعلنا دوما نطلق على موتانا لفظ" اتخطف حتى لو كان في ارذل العمر"متناسين بذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كنك تموت غدا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وماذا سأفعل؟
الآن وفي هذه اللحظة أشعر بضعفي وقلقي الشديد من تك اللحظة وأتمنى كغيري من البشر أن أرحل قبله ولكن ماذا سيفعل هو أيضا؟
قد أكون قد اخترت الحل السهل على نفسي بتركي له يعاني وحده قسوة الفراق وقد تكون نهاية سعيدة فيقرر الزواج من أخرى وتستمر الحياة بي أو بدوني واهي دنيا...!