الأحد، يونيو ٢٥، ٢٠٠٦

كفر الشيخ..رايح جاي



سفر..
كلمة تعودت على معناها لأني ببساطة خبرة 6 سنوات على نفس الطريق وبنفس التفاصيل تقريبا، مترو..مظلات..عبود...قلين..كفر أبو طور(اسم بلادنا لا مؤاخذة)
رايح
ولكن هذه المرة يبدو إنني تعبت ومللت وكللت في آن واحد، فالطريق أصبح أطول بفضل جهود الحكومة المستمرة منذ 4 سنوات لإنشاء كوبري كفر الزيات الذي أدى إلى جعل مدة السفر 3 ساعات بدل سعاة ونصف الله لا يسامحهم، إلى جانب سفري يوم الجمعة وطبعا قلة المسافرين ملحوظ.

المهم سافرت والحمد لله وقضيت يومين حلوين في بيتنا أكل ونوم ووجوه مختلفة وعيال بتلعب وبط وحمام واهم من كل ده هواء نظيف..

لأول مرة اكتشف أني خسرت في هذه المدينة الكئيبة( القاهرة) الكثير، افتقدت ملامحي الريفية التي تغيرت من اثر التراب والبنزين والهم والمصاريف

افتقدت ضحكتي التي نسيتها لأن الأيام لم يعد بها ما يضحك وكل ما فيها يحزن ويبكي

افتقدت دعوة أمي كل يوم بالليل قبل النوم وفي وقت الفجر ولا اعرف وأنا على سفر هل تتذكرني كإخوتي أم لا

افتقدت ملامح عيال خالي السبعة( بسم الله ما شاء الله) ولعبهم ف بيتنا وحريتهم الطفولية وذكائهم الشديد

افتقدت قبر جدتي الذي لم أعد أزره لأني أصبحت اخطف الأجازة يوم في الطريق ويوم في العودة

افتقدت أرضنا وحمامنا وبطنا وجيراننا وكل الناس بوجوههم الطيبة البسيطة وردودهم الحميمية الهادئة التي تخلو من الخبث الذي ينتشر في مدينتهم التي أصبحت وللأسف مدينتي..

جاي
ومرت ساعات اليومين بسرعة غريبة كتلك اللحظات الجميلة التي تذهب سريعا في حياتنا وحان وقت العودة، لم انم إلا في وقت الفجر وكأني لا أود النوم واستيقظت مبكرا على غير عادتي، جهزت حقيبتي وقررت الرحيل

في كل الأيام التي أسافر فيها ذهابا آو إيابا يكون معي كتاب يعينني على طول الطريق وكلمات السائق.

ولكن اليوم كان الوضع مختلف، فقد اختار السائق طريق آخر يطل على الأراضي الزراعية على طوله، ومنذ ركوبي السيارة لم ادر وجهي عن النافذة، فالمنظر كان غاية في الروعة، خضرة، فلاحين، قطن، شجر، طيور

فلأول مرة منذ سنوات طويلة أرى هذا الصديق الذي غاب بعدما هجر صديقه الفلاح، رأيت أبو قردان وجها لوجه وبإعداد كبيرة.

كان الرجوع مختلف فعلا، لا اعرف سر هذه المشاعر التي قفزت إلى عقلي وقلبي فجأة ولكنها رحلتي الشهرية وربما الأسبوعية إلى كفر الشيخ بدلنا الموقرة
ولكن ورغم كل ما سبق ففي تلك المدينة قاسية المشاعر من يستحق ان اتحملها عملي، خطيبي، صحابي،الحياة

هناك ٤ تعليقات:

ياء يقول...

تخيلى لو مكانش سفر وكانت هجره او اجبار على الرحيل
تخيلى مشاعر انسان تائه لا يعرف له جذور اولايدرى له وطن
تخيلى شخص وتخيلى وتيلى ثم
احمدى الله على هذه المقدره وهى العوده متى اردتى

ام مليكة يقول...

عندك حق يا يحي فعلا الحمد لله بس عارف انا كنت حاسة احساس غريب قوي
كنت حاسة انها اخر مرة اروح وارجع براحتي مش عارفه ليه ؟
بس دي الحقيقة يمكن لاننا مش متعودين نستمتع بحاجة ابدا

Asim يقول...

سلام يا بنت البلد

أنا لست مصري بل سوداني ولكني درست الجامعة بمصر وبكفر الشيخ ولي ذكريات جميلة وهذه البلد عزيزة على نفسي وأحبها حباً جما فهي تجري في عروقي واحب رائحة كل من هم يأتون منها لأنني عشت فيها أيام جميلات ولحظات دوماً باقية ولن أنساها ما حييت وما زال أنفاسي تتردد فالحب والوفاء لكفر الشيخ تلك البلدة الآمنة في وسط الدلتا وأهلهل الطيبين وسوف أذكر بعض من أذكرهم الحاج/ بسيوني وأخسه حماسي وهم كانوا تجار في المزلقان يعملون في تحارة الأقمشة ولقد إستاجرت منهم شقة مفروشة وكنت أسكن فيها خلال فترة دراستي وأذكر بعض من كانوا يعملون في الأستاد الرياضي وقصر الثقافة ولكن الذاكرة لا تسعفني في تذكر الأسماء وأذكر كثير من الزملاء والزميلات الذين كانوا معي في الكلية كما أذكر مسجد الخياط والبقالة القريبة منه والتي كانت تبيع ايضاً سندوتشات الكبدة كما أذكر فوال مختار مختار وسوبر ماركت حمادة وأذكر أيضاً مسجد أبو العزائم والقنطرة وأذكر ايضاً كافتيريا صنعاء السياحية بجوار كلية الزراعة .. والكثير والكثير وأشكرك يا بنت البلد على إثارتك لعواطفنا الكامنة تجاه كفر الشيخ.

أخوكم أبداً

عاصم

asimfageary@hotmail.com
سوداني مقيم في السعودية

ام مليكة يقول...

شكرا جزيلا لك ياعاصم انا فعلا سعيدة جدا ان كفر الشيخ عجبتك هي فعلا تتحب قوي قوي قوي
دلوقتي انت بقى سوداني مصري كفراوي زي ما بيقولوا على اهل كفر الشيخ
مرسي على رايك وستبقى في الوجدان