الخميس، مايو ٠٤، ٢٠٠٦

عيد ميلاد...سعادته



عيد ميلاد أي منا يوم جميل ومميز طبعا، ولكنه بالنسبة لي يوم مجهد إلى حد بعيد، فقد تعودت ألا يمر هذا اليوم مرور الكرام ولكني في الغالب أعقد مع نفسي محاكمة ليست ببسيطة على العام المنتهي والأيام التي مرت من بين يدي دون أن اشعر بأهميتها أو أقدم فيها ما يرفعني أمام الخالق ويرضي الناس ودون أن استثمرها جميعا في الخير، ليتحول اليوم العيد إلى محاكمة قوية أقوم فيها بكل الأدوار الشاكي والقاضي والسجان والمحامي، ولكن في النهاية أحاول التصالح مع نفسي وأطلب الغفران من الله والسماح من أصدقائي والرضا من أمي، على وعد بالحذر في العام القادم.
عيد ميلاد سعادته
ولكن اليوم فكرت قليلا في السيد الزعيم المبروك والمبارك يا ترى هل يفكر في هذا اليوم مثلما فكرت أنا الفلاحة بنت الفلاح البسيط، وهل خطر على باله الجامد في يوم من أيام ميلاده سيئة الطالع أن يحاسب نفسه على ما يقترفه في حق هذا البلد الطيب وأهله المظلومين المذبوحين المنهوبين المسروقين بأيدي لجنة سياساته ووزرائه ورجال أعماله، المحبوسين في زنازين
ضباطه الفاسدين، المعذبين بأيدي زبانيته الذين فقدت قلوبهم كل ذرات رحمة الله على الأرض.

هل تذكر صاحب اليوم المذكور كم أم فقدت ضناها هذا العام فقط ؟ من عبارة إلى شرم الشيخ من دهب إلى أحداث إسكندرية من حوادث السيدة عائشة إلى ضحايا انتخاباته المزور، وكم شريف فقد حريته على طول خط وخطة الديمقراطية التي تسير بسرعة السلحفاة الميتة من قاض لصحفي لشاب لفلاح وحتى المواطن العادي اللي ماشي في حاله ينادي عليه الباشا الضابط أو الأمين ويضربه على قفاه ويسرقه عيني عينك وبسلاحه الميري ويقوله في ستين داهية والسيناريو يتكرر والشعب في خدمة السلطة والشرطة.

هل بحث في ثنايا عقله عن
كم الكوارث التي مرت علينا في ظل قيادته المحكومة بقلة حكمته وقصر نظره وهدوءه الممل أمام كل الكوارث، هل تعب نفسه وحسب كم مليار تم تهريبه خارج بلدنا المحروسة وكم من وزرائه ورجال أعماله نهب أهل البلد وتاجر بأعراض أبنائه بكل بساطة لأنه زيادة على المال والمنجهة أصبح وزير ليجد في يده المال والسلطة في ظل حكومة لا تعرف من الحكم إلا الواسطة والسلطة.

هل فكر أن يسأل وزيرة القوى العاملة التي هبطت بالباراشوت على الوزارة طبعا لأنها إحدى رعايا الست المدام، كم شاب عاطل في مصر وهل فكر سيادته في مصير الكام مليون شاب العاطل عن العمل هل فكر في أسباب التفجيرات والتطرف الزائد في الفترة الأخيرة.

هل نزل الشارع ليعرف أحوال المواطن وهل أتعب نفسه ليجد بديل يصلح للاستخدام الآدمي لأهل مصر في ظل انتشار انفلوانزا الطيور واختفاء الفراخ والحمام والبط وانتشار والحمى القلاعية وارتفاع أسعار اللحوم والحمد لله لم يبقى بديل إلا النباتات المسرطنة تحت رعاية وزيره السابق الهمام.

وبعد كل هل التي طرحتها وجدتني أنا التي تعبت نفسي في الأسئلة وكأنه يوم ميلادي الثاني وليعاذ بالله، طبعا ولا فكر في أي فكرة ولا أي عبارة مما كتبته أعلى لأنه ببساطة لا يهتم بأهل هذا البلد ولا بمشاكل هؤلاء المواطنين ولماذا يتضرر من انفلوانزا الطيور وكل طعامه يأتي من باريس ولماذا يسأل عن الشباب العاطل مادام ابنه الغالي عايش في رغد من العيش وتعلم أصول السياسة وفي طريقه إلى الحكم.

وكيف يشغل باله بالأمهات الثكالى وملابس حدادهم التي ملأت مصر من طولها لعرضها مادام أولاده بخير وزوجته تحضر المباريات وتثبت قدرتها على البوس والفرح والتلويح بالعلم المزين بالنسر بملابسها الحمراء والبيضاء، وتتابع بلهفة المؤتمرات لتحصل على الأوسمة وتوزع النقود والمنح على صديقاتها من نادي الروتاري إلى الليونز.

وبعد كل ما سبق وبعد كل ما سيحدث لنا في الأيام القادمة التي نرجو ألا تطول أترحم على عصر الصحابة وبالطبع لا يوجد أي وجه من وجوه المقارنة ولكنها الشفقة على ما يحدث لنا، وتحضرني ملامح الفاروق"عمر ابن الخطاب" الذي ضرب لنا أرفع أمثلة العدل والحكمة في الحكم والعدل والصدق فقد كان ينام على الخيش ويترجل وينزل إلى الأسواق ويأكل الخبز والملح فلم يكن يملك
القصور ولا السجون ولا الزبانية ولكنه كان يملك العقل والحكمة والإيمان فرحمة الله على رسولنا الكريم وعلى صحابته أجمعين.

ولا أجد إلا عبارة نجم الشهيرة "
شرم برم حالي غلبان ...شرم برم حالي تعبان"أما الأغنية التي أهديها لسيادته في هذا اليوم المهبب الذي ابتلانا بسعادته وبقيادة الرشيدة التي تتفوق عليها رشيدة ة معزة بكار فهي غريبة شوية لكنها الأكثر تعبيرا عن الألم والحزن الهم الذي يعيشه هذا البلد والهموم التي يعاني منها أهل هذا البلد والكلمات لعمنا نجم والغناء لمنير من مسرحية الملك هو الملك وربنا يرحمنا وعلى رأي نجم ومنير"يا أمه موويل الهوى..يا أمه مووويله""

هناك تعليقان (٢):

حائر في دنيا الله يقول...

كل سنة وغيرنا طيب ياريس
على رأي الدستور

قلم جاف يقول...

وسؤالات على سؤالاتك يا دعاء لانا سائل:
1-سيادته وعد في الانتخابات الرئاسية بحاجات معينة .. يا ترى هو درس إزاي حيعملها .. ولا حيعمل شوية ولما 2011 تيجي حتقول الباقي حيخلص بس استنوا عليا ست سنين كمان؟
2-ما خدش باله من الأداء المهترئ في الوزارات ، وفي السيستم اللي بيجبره على التدخل شخصياً لما الطوبة تيجي في المعطوبة؟ .. لازم يستنى لحد ما فتحي سرور يخرب التعليم ، ولما الدميري بتاع التدمير والمواصلات يقول حركب مرايات للسواق بعد محرقة قطار الصعيد في 2002..مبيسألش ليه الوزراء عن سياساتهم وبيتابعها بدل ما كل واحد فيهم عامل نفسه فرعون مصر في وزارته بينما في وسائل الإعلام بيلبسوا قناع الملاك البريء أبو قلب طيب قوي وبيقولوا احنا بننفذ تعليمات سيادتك يا ريس؟

نقول كمان؟