الأحد، مايو ٢٨، ٢٠٠٦

وغادر القطار..!



كانت لحظات ومشاعر غريبة لم أشعر بها من قبل ولم أتخيل أن تكون بهذه القسوة، نعم كنت اعرف ان فراقه سيكون صعب ولكن لم أكن أتخيل إنني سأفتقد الحياة مع صفارة القطار

كان لابد أن يسافر براء لان مواعيد امتحاناته أصبحت اقرب كثيرا وهو لا يعرف حتى أسماء الكتب، قرر السفر واجل الميعاد مرتين فهو يرى أن قنا منفى كبير خصوصا في سعات الصيف التي لا واق منها غير النوم وبالتالي ولا مذاكرة ولا شغل ولا مواقع الانترنت التي لا يستطيع فراقها ولو ليوم واحد..!

قرر السفر هروبا من أسئلة والده وهروبا من تدخلاتي وإصراري على الاهتمام بالمذاكرة وقد كان وصلنا المحطة وحضر مصعب واحمد الهواري لوداعه وبصفتي خطيبته المصونة كنت موجودة

ولكنها لحظات مختلفة تماما لا اعرف عل استطيع أن احكيها أم أن كلماتي لن تستطيع التعبير عن هذه اللحظات

انتظرنا القطار لمدة عشر دقائق ولكنها مكرت بسرعة كبير ة وجاء من بعيد وهو يطلق صفارة الوصول ليعلن لمن يريد الوداع أن يلقى نظراته ويوصي بوصاياه ويمضي من يمضي ويبقى من بقي

وصل القطار وبدا الهواري في إدخال الشنط وسلموا على براء وأنا انظر إليهم جميعا ولا أدرى ماذا افعل ولا كيف اعبر عن نفسي ولكن فجأة نزلت دمعة على خدي كان لابد أن تختفي ولا يراها ولا بني ادم وأولهم براء المسافر حتى لا يضعف وحتى يستمتع بأيامه.
ثانيا بسبب بابا اشرف والد براء لأنه كان مستمتع بتريقته على وعلى حزني الذي بدأ يظهر منذ بداية النهار وكنت مسهمه وساكته ليصيح بابا:"دعاء ..لا اسكت الله لك حسا" وابتسم أنا لأخفي حرقتي فلم أكن اعلم أن الفراق صعب لهذه الدرجة.

دخل براء إلى العربة واختار مكان الكرسي وخرج ليودعني وبقيت عيني متعلقة به حتى بدا القطار في التحرك ولم اشعر وقتها إلا بقلبي يخفق كما لم يحدث من قبل ونزلت دموعي ولكن هذه المرة لم أخفيها لأنني اخترت أن أكون أخر المغادرين وكان القطار قد أخد جزء مني ومضى....

شرقاوي تاني..!











عندي أخبار مش كويسة.. شرقاوي أتقبض عليه تاني يوم الخميس، وضربوه جامد قوي وبهدلوه مش عارف أقول لك إيه .. بس ده اللي حصل".جملة قالها "براء" على التليفون من قنا ولكنها صدمتني... وقلت تاني يا شرقاوي..!بعدها تذكرت أحداث ذلك اليوم بالكامل كان يوم كئيب وحزين ليس فقط لأنه يوم ذكرى أحداث الاستفتاء وانتهاك أعراض الصحفيات ولكن لأنه امتداد لسلسلة احتلال البلد...
فلاش باك!
الزمان يوم الخميس 25 مايو...المكان... أمام سلم نقابة الصحفيين وبعد مشادة طويلة مع الأمن المحيطين بالنقابة والذين أصروا على منعنا من الدخول للتضامن مع المتظاهرين إلا إننا أصررنا على الدخول من الكردون.وبالفعل دخلنا بعد أمر من ضابط بوجهه الغاضب ولسان حاله يريد أن يقول :"قطعوهم" بس مش قادر ولذلك استبدلها بجملة لا تعبر عن ملامح وجهه بالمرة: "سيبوهم يتنيلوا يدخلوا" وطبعا سمع الجندي المقهور بخوذته السوداء التي غطت ملامحه وغطت معها عقله الكلام وتركنا ندخل ونطلع السلالم. "شرقاوي اهوهكانت هذه أول جملة ينطق بها "براء" بعد رحلة البحث عن مدخل، وقتها ركزت لأرى هل هو شرقاوي فعلا أم أن الشمس أثرت على تركيزه، ولكنه بالفعل كان هو طبعا مع الكثير من التغيير في ملامحه التي كانت تبدو أكثر هدوءا على غير ما تعودت منه وشعره الحليق وعيناه التي تشع حماس وحرقه ويحمل ورقة عادية مكتوب عليها بالقلم "عايز حقي"."عمر الشقي بقي، حمد الله ع السلامة، أنت عامل إيه؟"كانت هذه هي الجملة الأولى التي نطقت بها مع أول حركة في طريقي إليه فهذه أول مرة أراه فيها منذ الإفراج عنه، فرد بابتسامته التي أعرفها جيدا وبكل ثقة: "الحمد لله...كويس جدا...انتي عامله إيه ..والشغل كويس معاكي.. كتبتي كتابك ولا لسه؟"لم أتعجب من قوته ولا من استهزائه بسؤالي عن أحواله والتي يعرف هو جيدا أنني اقصد ما حدث معه في السجن ولكنه حاول أن ينبهني إلى أنه لم يقهر ولن يستسلم وبعدها أعدت السؤال مرة أخرى فبدأ يحكي عما حدث:"طبعا التجربة مؤلمة لكنها مفيدة جدا وأنا أتغيرت كثير قوي وتعلمت حاجات كثير كمان أهمها إني بحب البلد دي قوي وعمري ما هستسلم لاستبدادهم".وعند سؤاله عن أحوال الباقين في السجن والذي سطر أسماءهم على ورقته الصغيرة قال: "كل الناس في السجن بخير مالك وعلاء ووائل خليل وعمنا كمال خليل والبنات كمان كويسين قوي أنا شفتهم وتكلمت معاهم كلهم، أما بقى عن الإفراج عني فطبعا بهدلوني كثير ولفوفوني كعب داير ع الأقسام بس بصراحة الضرب كان لحد باب القسم وبعد كده بدأت التحقيقات وكلنا رفضناها، يعني أيام مؤلمة ولكنها بالتأكيد مفيدة"بطريقتي المعهودة في اللوم التي لا يلقي شرقاوي لها بالا ويعتبرها شكل من أشكال الإحباط قلت : "هو أنت ما بتحرمش يا بني يعني خرجت أمبارح بعد البهدلة دي كلها وجاي النهاردة واقف قداهمهم تاني وبتهتف ورافع يافطة ولا كأنك كنت عندهم وظبطوك".ولكنه هذه المرة لم يرهق نفسه ليرد علي واكتفى بابتسامته وتركني لأنه كان نجم المظاهرة وطلبوه يسجل مع قناة مش عارفه اسمها إيه.
أربعاء أسود...وخميس حزين
الأحداث السابقة كلها كانت يوم الخميس 25-5 في ذكرى أحداث الاستفتاء والشرقاوي هو العامل المشترك في اليومين ففي اليوم الأول العام الماضي كان واحد ممن شاهدوا المهزلة وحاول تخليص الصحفيات وصرخ ليلفت الانتباه وعرف الضابط جيدا، واليوم هو أحد المقبوض عليهم والمضروبين للمرة الثانية.تابعت كلام براء بهدوء وبعد انتهاء المكالمة طلبت وائل عباس لأستفسر عما حدث فبدأ يحكي لي وقال : "أنا لم أشاهد لحظة القبض على شرقاوي ولكن مصور الجزيرة الذي حضر المظاهرة أشار لي وقال : "صاحبكم أتقبض عليه وجريو وراه وضربوه ودخلوه عربية لونها أزرق" وعندما سألناه عن مواصفاته عرفنا من كلامه أنه شرقاوي".ولكن شرقاوي لم يكن الوحيد، بل لحق به كريم الشاعر وهو أحد المفرج عنهم مع شرقاوي في نفس الدفعة فأثناء وجودنا في النقابة اتصلت بنا الزميلة دينا سمك بعد أن شعرت أن هناك نية غدر فخرجت لتوصيل الشاعر إلى منزله هي وجيهان شعبان ولكنهم لم يمهلوهما فقد أوقفوا السيارة بتاكسيين وكسروا العربية وضربوا الشاعر وسحلوه وضربوا دينا وجيهان وقبضوا على الشاعر".. إلى هنا انتهى كلام "وائل"!
خطف وسحل وانتهاك عرض
ولمعرفة تفاصيل ما حدث اتصلنا بالمحامي "جمال عيد" مسئول الدفاع عن الشرقاوي والشاعر والذي حضر التحقيقات مع الناشطين بعد استمرار تعذيبهم لأكثر من أربع ساعات كاملة حيث بدأ التحقيق في فجر الجمعة... وسأترككم مع كلامه :"تم اختطاف الشرقاوي من أمام النقابة وهو في طريقه إلى العودة لمنزله وسحبوه إلى شارع جانبي وبدأوا ضربه ثم ساقوه إلى قسم قصر النيل ليستكملوا ضربه ولكن هذه المرة بطريقة بشعة فلا يوجد مكان في جسمه يخلو من أثار التعذيب.

لدرجة إني تعرفت عليه بصعوبة بعد الضرب الذي تعرض له والذي نتج عنه تورم في وجهه بالكامل ليس هذا فقط بل ظهرت أثار الركلات والضرب على صدره ورقبته والتي تركت عليه علامات من أحذية الذين تولوا ضربه وتعذيبه وبعد ذلك تم انتهاك عرضه بورق مقوى لمدة ربع ساعة كاملة..!"وأضاف:" ولم يفلت الشاعر من الضرب ولكن بنسبة أقل بكثير من شرقاوي، وفي نهاية التحقيقات رفضت النيابة عرضهم على الطبيب يوم الخميس حتى تخفي جريمتها ولا تنفضح من أثار التعذيب، ورفضت طلب طبيبة متطوعة توقيع الكشف عليهما وكتبوا في نهاية المحضر سوف يتم العرض يوم السبت إذا تيسر وحتى كتابة هذه السطور لم يعرض على النيابة.
وعن حالة الشرقاوي الصحية يقول عيد:"وفقا لما رأيناه وحكينا للأطباء عن الآلام التي يحكي عنها شرقاوي فإنه يعاني وبشكل مبدئي من اشتباه في كسور في صدره واشتباه في التهاب في المثانة فبوله مليء بالدم.وقد قامت إدارة السجن بتسجيل بعض الإصابات التي يعاني منها خوفا من الاتهام بالتعذيب ولكنها اكتفت بتسميتها رضوض وكدمات دون الإشارة إلى كل ما سبق" وبعد كل ما سبق انتهى كلام وائل عباس وتصريح المحامي، وانتهت معه آخر لحظة في صبري ونفذ وخرجت دموعي رغم محاولاتي منذ الصباح لمنعها لأنه يستحق أن نبكي من أجله فهو شاب مليء بالحماس والقوة والشجاعة جعلوه مليء بالحسرة والألم والمهانة فلا استطيع استيعاب أن هناك من يمتلك هذا القدر من القسوة.ولا أجد إلا كلمات شرقاوي التي كتبها بنفسه من سجن طره في المرة الأولى لاعتقاله، وكان يعلن فيها أنه يعرف أن هناك ضريبة للحب والانتماء، ومعها رنت في أذني أغنية تصبحون على وطن لـ"مارسيل خليفة" فاقرؤوا كلام شرقاوي وشوفوا الصور واستمعوا إلى خليفة وتصبحون على وطن.

الأربعاء، مايو ٢٤، ٢٠٠٦

رجعوا التلامذة


لم تكن لدي رغبة في الكتابة وكنت اكتفي فقط بالفرجة على ماكتب في المدونات وفي المواقع عن وطني المجروح ولكني اليوم ساكتب لأهنيء الخارجين من طرة الى دنيانا او الى سجننا الكبير مش مهم سجن كبير ولا صغير المهم كلنا مع بعض
مستنية يخرجوا عشان الدنيا ترجع تاني بصوت وصورة مش بس كلام
حمد الله ع السلامة يافادي وياشرقاوي ويا مالك وعمر الشقي بقي
مستنية حكاوي مالك بلهجته الاسكندرانية الظاهرة مع انه بقى ولد مصراوي ، وكلام شرقاوي بحماسه الجامد قوي اللي اتعودت عليه خلاص، وهدوء فادي وضحكته اللي مش بتفارق وشه والنيك نيم بتاعه ع الماسنجر
بس المهم يرجعوا و يحكوا
يلا مستنياكم

الخميس، مايو ٠٤، ٢٠٠٦

عيد ميلاد...سعادته



عيد ميلاد أي منا يوم جميل ومميز طبعا، ولكنه بالنسبة لي يوم مجهد إلى حد بعيد، فقد تعودت ألا يمر هذا اليوم مرور الكرام ولكني في الغالب أعقد مع نفسي محاكمة ليست ببسيطة على العام المنتهي والأيام التي مرت من بين يدي دون أن اشعر بأهميتها أو أقدم فيها ما يرفعني أمام الخالق ويرضي الناس ودون أن استثمرها جميعا في الخير، ليتحول اليوم العيد إلى محاكمة قوية أقوم فيها بكل الأدوار الشاكي والقاضي والسجان والمحامي، ولكن في النهاية أحاول التصالح مع نفسي وأطلب الغفران من الله والسماح من أصدقائي والرضا من أمي، على وعد بالحذر في العام القادم.
عيد ميلاد سعادته
ولكن اليوم فكرت قليلا في السيد الزعيم المبروك والمبارك يا ترى هل يفكر في هذا اليوم مثلما فكرت أنا الفلاحة بنت الفلاح البسيط، وهل خطر على باله الجامد في يوم من أيام ميلاده سيئة الطالع أن يحاسب نفسه على ما يقترفه في حق هذا البلد الطيب وأهله المظلومين المذبوحين المنهوبين المسروقين بأيدي لجنة سياساته ووزرائه ورجال أعماله، المحبوسين في زنازين
ضباطه الفاسدين، المعذبين بأيدي زبانيته الذين فقدت قلوبهم كل ذرات رحمة الله على الأرض.

هل تذكر صاحب اليوم المذكور كم أم فقدت ضناها هذا العام فقط ؟ من عبارة إلى شرم الشيخ من دهب إلى أحداث إسكندرية من حوادث السيدة عائشة إلى ضحايا انتخاباته المزور، وكم شريف فقد حريته على طول خط وخطة الديمقراطية التي تسير بسرعة السلحفاة الميتة من قاض لصحفي لشاب لفلاح وحتى المواطن العادي اللي ماشي في حاله ينادي عليه الباشا الضابط أو الأمين ويضربه على قفاه ويسرقه عيني عينك وبسلاحه الميري ويقوله في ستين داهية والسيناريو يتكرر والشعب في خدمة السلطة والشرطة.

هل بحث في ثنايا عقله عن
كم الكوارث التي مرت علينا في ظل قيادته المحكومة بقلة حكمته وقصر نظره وهدوءه الممل أمام كل الكوارث، هل تعب نفسه وحسب كم مليار تم تهريبه خارج بلدنا المحروسة وكم من وزرائه ورجال أعماله نهب أهل البلد وتاجر بأعراض أبنائه بكل بساطة لأنه زيادة على المال والمنجهة أصبح وزير ليجد في يده المال والسلطة في ظل حكومة لا تعرف من الحكم إلا الواسطة والسلطة.

هل فكر أن يسأل وزيرة القوى العاملة التي هبطت بالباراشوت على الوزارة طبعا لأنها إحدى رعايا الست المدام، كم شاب عاطل في مصر وهل فكر سيادته في مصير الكام مليون شاب العاطل عن العمل هل فكر في أسباب التفجيرات والتطرف الزائد في الفترة الأخيرة.

هل نزل الشارع ليعرف أحوال المواطن وهل أتعب نفسه ليجد بديل يصلح للاستخدام الآدمي لأهل مصر في ظل انتشار انفلوانزا الطيور واختفاء الفراخ والحمام والبط وانتشار والحمى القلاعية وارتفاع أسعار اللحوم والحمد لله لم يبقى بديل إلا النباتات المسرطنة تحت رعاية وزيره السابق الهمام.

وبعد كل هل التي طرحتها وجدتني أنا التي تعبت نفسي في الأسئلة وكأنه يوم ميلادي الثاني وليعاذ بالله، طبعا ولا فكر في أي فكرة ولا أي عبارة مما كتبته أعلى لأنه ببساطة لا يهتم بأهل هذا البلد ولا بمشاكل هؤلاء المواطنين ولماذا يتضرر من انفلوانزا الطيور وكل طعامه يأتي من باريس ولماذا يسأل عن الشباب العاطل مادام ابنه الغالي عايش في رغد من العيش وتعلم أصول السياسة وفي طريقه إلى الحكم.

وكيف يشغل باله بالأمهات الثكالى وملابس حدادهم التي ملأت مصر من طولها لعرضها مادام أولاده بخير وزوجته تحضر المباريات وتثبت قدرتها على البوس والفرح والتلويح بالعلم المزين بالنسر بملابسها الحمراء والبيضاء، وتتابع بلهفة المؤتمرات لتحصل على الأوسمة وتوزع النقود والمنح على صديقاتها من نادي الروتاري إلى الليونز.

وبعد كل ما سبق وبعد كل ما سيحدث لنا في الأيام القادمة التي نرجو ألا تطول أترحم على عصر الصحابة وبالطبع لا يوجد أي وجه من وجوه المقارنة ولكنها الشفقة على ما يحدث لنا، وتحضرني ملامح الفاروق"عمر ابن الخطاب" الذي ضرب لنا أرفع أمثلة العدل والحكمة في الحكم والعدل والصدق فقد كان ينام على الخيش ويترجل وينزل إلى الأسواق ويأكل الخبز والملح فلم يكن يملك
القصور ولا السجون ولا الزبانية ولكنه كان يملك العقل والحكمة والإيمان فرحمة الله على رسولنا الكريم وعلى صحابته أجمعين.

ولا أجد إلا عبارة نجم الشهيرة "
شرم برم حالي غلبان ...شرم برم حالي تعبان"أما الأغنية التي أهديها لسيادته في هذا اليوم المهبب الذي ابتلانا بسعادته وبقيادة الرشيدة التي تتفوق عليها رشيدة ة معزة بكار فهي غريبة شوية لكنها الأكثر تعبيرا عن الألم والحزن الهم الذي يعيشه هذا البلد والهموم التي يعاني منها أهل هذا البلد والكلمات لعمنا نجم والغناء لمنير من مسرحية الملك هو الملك وربنا يرحمنا وعلى رأي نجم ومنير"يا أمه موويل الهوى..يا أمه مووويله""

الثلاثاء، مايو ٠٢، ٢٠٠٦

سيف وشرقاوي ومالك ..ولاد بلد



قد تكون شخص عادي ماشي في حالك او مش في حالك المهم انك بتمشي ع الرصيف في الطابور او بره الطابور المهم انك حر، هذه الكلمات لم اكن اعرف معناهخا ولا مرت ببالي قبل ذلك ولكن ما حدث مع المعتقلين من الشباب اثار هذه المقولة في ذهني فوجدتني اشعر بمعنى الحرية واحزن عليها في ان واحد ، اعرف قيمتها لاني مازلت قادرة على الخروج من بيتي وقتما اشاء والى اي مكان اريد وحزينة لاني حرة في وطن معتقل

سيف، شرقاوي، مالك ده ترتيب معرفتي بيهم زمنيا كل منهم لحق بقافلة المخطوفين الى سجون امن الدولة ولم اعد اعرف عنهم شيء فسيف هو اول من عرفته منذ ايام الجامعة لم تربطني به ابدا صداقة لاننا مختلفين على طول الخط ولكن ربطتني به علاقة انسانية راسمالها انه طيب

شرقاوي ولد مصري سمعت عنه وشفته لكن مكنتش اعرف عنه حاجة وعرفته في المظاهرات وعملت معاه حوار يوم ندوة تاسيس جامعتنات واكتشفت انه من نفس محافظتي "كفر الشيخ" ومن يومها وانا اشعر انه أخويا او ابن خالتي، عنيف وطائش ومتهور وصوته عالي لكن بيحب مصر يمكن مطرقع لكن في الاخر ابن بلد

مالك ولد جريء وملتزم شبه شرقاوي الى حد بعيد لانهم تقريبا صحاب يتنرفز بسرعة من اي حد مش واضح وصريح، مصري قوي وصوته حلو كامن صحيح عرفته من غير ميعاد وبدون ترتيب عرفني عليه عمرو عزت في مظاهرة معرض الكتاب، ولكن فعلا مفتقداه جدا لسه صوته بيرن في وداني يوم الاعتصام الاول للمدونين وكفاية وهو بيغني اغنية"الجيرة والعشرة" لمنير .....وزمانه ماشي بخطوة يضم

من يوم الاعتقالات وانا بيطاردني حلم غريب باحلم بيهم بيتعذبوا ويتضربوا ونازل دم يمكن يكون بيحصل معاهم كده ويمكن كويسين بس اكيد هايرجعوا قريب ان شاء الله