"مساء الهنا" هو رد على تحية ريفية مشهورة وهي مساء الخير اسمع أمي ترددها كثيرا خصوصا لو السيدة التي ألقت عليها التحية من صديقاتها أو لو كانت أمي سعيدة.
بالأمس شعرت لأول مرة منذ وقت طويل إني أردد "مساء الهنا يا وسط البلد" برغم كل ما شهدته الأيام الأخيرة من أحداث مؤسفة هناك إلا أنها بالأمس كانت جميلة إلى درجة جعلتني اشعر بالنشوة والحب والسلام
ذهبت إلى هناك بعد دعوة من براء لحضور مسرحية لفرقة الورشة في "التاون هاوس" في الحقيقة كنت متعبة جدا من عناء يوم عمل طويل بدأ مبكرا ولم ينته إلا في السابعة والنصف ولكني لا استطيع أن أرفض طلب زوجي المبجل انتظرت ميكروباص التحرير ووصلت إلى ميدان عبد المنعم رياض في الميكروباص كنت اشعر بالرغبة في النوم والحاجة إليه ولكن عندما لمست قدماي ارض الميدان شعرت براحة وفوقان.
أخذت أعد خطواتي على تلكم البلاطات المميزة التي تغطي الميدان وقبل أن أصل إلى تمثال الشهيد عبد المنعم رياض وجدت صوت اعرفه ينادي على "عاء...ولا أقول مدام دعاء" كانت رضوى الجميلة تمسك بيد عمرو خطيبها الهادئ وابتسامتها اتسعت أكثر عندما أخبرتها عن الفرح وكتب الكتاب ورغم أن التفاصيل كانت بسيطة إلا أنها فرحت كثيرا من اجلي، وتحدث عمرو عن العمل وعشرينات وأخر موضوعاتي وحدثتهم أنا عن آخر تدويناتهم
وبسرعة اضطررت أن استأذن لان الساعة كانت قد جاوزت الثامنة بعشر دقائق وموعد المسرحية كان في الثامنة ولمعت عيني عمرو ورضوى عندما علما بموعد المسرحية ولكن عناء يوم العمل أجبرهم هم أيضا على الرحيل فانصرفت وتركتهم مع شمس التي حضرت أيضا بالصدفة لتصرخ رضوى "يااااه معقول أقابلكم كده صدفة في نفس المكان"
مشيت في الشارع بسرعة ووصلت لبراء واتضح إن المسرحية ستبدأ في التاسعة وليس الثامنة وبالفعل كانت تستحق هذا العناء ومفيدة أكثر من النوم
انتهت المسرحية وقررت أن أغادر إلى البيت ولكن براء قرر أن يكمل يومه ومواعيده على البورصة فقد ارتبط بموعد مع دريني وفؤاد، وتبرع احمد نصر بتوصيلي إلى فيصل
عندما أغلقت باب السيارة شعرت باني محبوسة وودت لو رجعت في كلامي ونزلت من السيارة ولحقت ببراء الذي غادر بسرعة ولو رفض قضيت هذه الليلة على كوبري قصر النيل أو حتى متجولة في شارع طلعت حرب ولكن خجلي من نصر منعني من طلب النزول.
ولكني لم استسلم فعندما وصلت إلى شارع فيصل ركبت أول سيارة إلى التحرير ورجعت من جديد إلى وسط البلد، هذه المرة كانت فرحتى اكبر ولا اعرف لماذا اشتريت "كوز درة سخن" من شاب في موقف عبد المنعم رياض وعرفت انه يعمل هنا منذ 3 سنوات وهو في الأساس من أسوان وأخذت الكوز وانصرفت.
كانت ابتسامتي تعلو شفتي ولا اعرف سبب لذلك واغلب المرة قد شاركوني في أكل الذرة وتبادلوا الابتسامات معي وتجولت قليلا في شارع طلعت حرب ثم في شارع قصر النيل إلى أن وصلت إلى "قهوة البورصة" حيث يجلس براء ودريني وفؤاد، أكملوا حديثهم ثم انصرفنا ومازال بداخلي حنين إلى وسط البلد حتى الآن.