< بالأمس على القناة الأولى وبالتحديد في برنامج "وجهة نظر" الذي يقدمه عبد اللطيف المناوي وكان ضيفه هذه المرة من النوع الثقيل وبلا فخر السيد الأمين المساعد للحزب الوطني وأمين لجنة السياسات "جمال مبارك". لم أكن أعرف توقيت البرنامج ولا الضيف المنتظر مسبقا ولكني وجدته بالصدفة وأنا اقلب بين القنوات في رحلة بحثي عن أحد المسلسلات الرمضانية لأجد "جمال مبارك" ومكتوب أعلى الشاشة بالأحمر "مباشر". طبعا حصلت خناقة في البيت حول جدوى مشاهدة سعادته في حوار مباشر ولكني مارست ضغوط لكي تستمر المشاهدة التي استمرت ساعتين تقريبا وطبعا وجدت ما لم يسرني الكثير في هذا الحوار. جمال عارف إن المواطن مطحون
بصراحة شديدة تحدث السيد جمال مبارك بكل ثقة وبهدوء في كل الموضوعات التي طرحها المناوي للحديث بدأ من الاقتصاد الذي أفاض فيه وزاد عما نفهمه ونعيه، إلى أن وصل إلى الاستثمار الذي يسير بكل سرعة ولا توجد الآن مشكلة استثمارية في مصر.
قربت أصدق معلومات سعادته ليس لأنه واثق جدا وهو يطرحها ولكن لأن لا أملك غيرها اللهم إلا معلومات المعارضة المتناقضة تماما عما يذكره.
"إحنا مش عايشين في برج عاجي، إحنا عارفين إن المواطن عنده مشاكل وبيعاني على مدار اليوم" كانت هذه كلمات أمين السياسات ولما سمعهتا قلت في نفسي طيب لما حضرتك عارف ومتأكد إن فيه مشاكل كثيرة وإنهم مطحونين ومش عايش في برج عاجي (إحنا عارفين انك عايش في مصر الجديدة) عملت إيه؟
وبكل صراحة الإجابة وصلتني بشكل غير مباشر فهو لم يسمعني بالفعل ولكنه تبرع بالإجابة التي تشبه المهدئات مرددا لابد أن يعاني المواطن لأنها الضريبة التي لابد أن يدفعها المواطن لان الاستثمار والاقتصاد والتطوير لابد أن يتم بعمق وسرعة وعلى فترة زمنية طويلة.
وأخذ يسرد كيف تغير الحال وتبدلت الظروف منذ عام 2002 وهو العام الذي بدأ يظهر في حياتنا وعرض كيف زادت معدلات الاستثمار الأجنبي في مصر وكيف أنجزت الحكومة انجازا عظيما في رفع يدها عن القطاعات الخدمية وكيف أنتجت الخصخصة والشركات الخاصة فرص عمل لملايين الشباب...الخ
وطبعا حضرته مركز في الاقتصاد والاستثمار –لأنه خريج الجامعة الأمريكية قسم إدارة أعمال- وناسي تماما إن المواطن اللي المفروض انه حاسس به هو الوحيد الذي دفع الثمن في كل ما حدث من نهضة اقتصادية على حد قوله .
ومتناسيا أيضا العجز الذي عانينا منه في العام المالي السابق وركز على توضيح نسبة الزيادة في تدفق الاستثمارات في مصر التي وصلت إلى 6مليار بعد أن كانت 300 مليون فقط دون أن يشرح لنا ما هي نتيجة هذه الزيادة وماهي الفائدة التي عادت على المواطن منها.
وعلى مدار الحوار ومع طرح كل سؤال يلصقه ابن الرئيس بكلمة الاستثمار والاقتصاد ويجعله له صلة به بشكل أو بآخر وكان الحياة لا يوجد بها إلا الاستثمار.
حسني باي باي
وعلى الطريقة الإعلامية المصرية فقد ظهر نجم جمال مبارك وأخذ يزيد بريقا ولم ينسى مبارك الابن أن يذكرنا أيضا بالسنوات القليلة السابقة التي عرفناه من خلالها لتكون هي نفس السنوات التي تطورنا فيها فبعد كل جملة ينطق بها يقول " منذ عام 2002"، ليبدو الأمر وكأنه محاولة لخلع الرئيس الحالي حسني مبارك الذي لم يرد ذكره طوال الحوار.
ليس هذا فقط بل شارك شريط الأخبار أسفل الشاشة في الحرب على مبارك الذي ظهر خبر واحد على لسانه وكان ينادي بضرورة الإهتمام بقطاعي الشباب والرياضة في حين ظهر خمسة تصريحات على لسان جمال مبارك لتتوالي الأخبار عن تصريحات جمال: السيد جمال مبارك يؤكد أن هناك تقدم في البرنامج الانتخابي للحزب الوطني، أمين لجنة السياسات يؤكد أن طح البرنامج النووي لا يرتبط بأي صفقات....الخ
كلمات سعادة الأمين
لا أريد التعليق على جمل وحوار جمال مبارك لأنها بصراحة مستفزة وغريبة ومستهلكة ولكنها في نفس الوقت منظمة ومدروسة ويتم طرحها بشكل دعائي ناجح والآن أترككم مع بعض كلماته:
-"هناك قطاعات كبيرة زاد عليها الطلب وذلك لم يكن موجود منذ سنتين"-
-" فقد زادت فرص العمل في القطاع الخاص بشكل واضح وقلت فرص العمل الحكومي وهو أمر مدروس"
-"لا نستطيع أن نستمر في استخدام نفس الأساليب التي استخدمت في السنوات السابقة، لابد أن نخرج الدولة من المنافسة ونطلق يد القطاع الخاص"
-"ليس من الضروري أن يقل سعر الخدمات ولكن من الممكن أن يزيد مثل قطاع النقل وخصوصا السكك الحديدة وهذا هو المفهوم الاقتصادي للدولة"
-" كل ما قيل عن وجود صفقة وأراء دخول مصر المجال النووي غير صحيح لان هذا المشروع مطروح منذ سنتين، والسبب هو وجود فائض في إنتاج الطاقة الكهربائية في مصدر وأحيانا نصدرها"
-" التطوير في المجال الصحي هو احد أهداف المرحلة، وسنعمل على تعميم مشروع صندوق طب الأسرة الذي يدفعه المواطن وهو الذي تمت تجربته في 5 محافظات ويسعى إلى النهوض بالمستوى الصحي للوحدات الصحية في القرى"
-" سنعمل على زيادة عدد الأسر التي تدخل في مشروع الدعم الاجتماعي ليصل إلى 800 ألف أسرة هذا العام، لكن لازم نتأكد أنهم بيستخدموا الدعم في التعليم والرعاية الصحية ومحو الأمية يعني لازم نتأكد من التزامهم "
-" لدينا قناعة أن قطاع النقل هو مجال جاذب للاستثمار غير الحكومي وهو ماظهر في العامين السابقين وسيتم تنفيذ آلية ولكنها مرحلة ستحتاج 24 شهر أو أكثر ليظهر نتاجها"
-"سنتعامل مع الأحزاب الأخرى وسنضع ما يطرحوه في الاعتبار، فطبعا من المستحيل الاتفاق على موضوع واحد بين مجموعة من الأطراف"
-"أنا عرفت المشاكل والظروف لأنني السنتين اللي فاتوا نزلت الشارع وزرت الجمعيات الأهلية والهيئات والنقابات"
صابر عايز حقه..وجمال عايز كسر حقه
الممتع والمضحك في أن واحد انه في نفس توقيت إذاعة الحوار المباشر على القناة الأولى كان فيه فيلم"عايز حقي"على القناة التي لاتستطيع أن تغمض عنها عينيك"روتانا سينما".
في الفيلم كان هاني رمزي يناقش مشاكل المواطنين الحياتية ويبحث عن حلول لفقرهم وظروفهم السيئة ومشاكلهم التي لا تنتهي ليصل إلى حل جذري من وجهة نظره بأن يبيع البلد للمستثمرين أو بمعنى أصح لمن يدفع أكثر وسط رفض من أهله وناسه ولكن هذه المرة لصالح المواطن المصري يعني كل مواطن يأخذ حقه ناشف.
أما في الواقع فكان جمال مبارك يبارك وبكل ثقة عملية البيع نفسها ولكن لصالح المستثمرين يعني بمعني أصح يشتروا البلد ويستثمروا فيها ويبيعوا أهلها أنفسهم وياخدوا كمان الفلوس مؤكدا أن هذا هو السبيل الوحيد في الفترة القادمة ليبقى مدافع عن الخصخصة والاستثمار والمستثمرين الذي يعد هو نفسه واحد من ألمعهم وأكثرهم ثراء على مستوى عالم المال والأعمال
في الفيلم"صابر" هاني رمزي رفض أن يبيع بلده وأسهم المواطنين للأجانب واخذ يصيح"مش هانبيع مش هانبيع وحقنا فيها مش هايضيع" مفسرا ذلك أن المستثمرين لايمكن أن يخسروا وإنهم دوما على مكسب وإذا كانوا عرضوا أسعار مغرية بالفعل على المواطنين فلابد أن البيعة تكسب أكثر من كده بكثير أما في الواقع فالسيد "مبارك الابن" مازال مستمر في صفقة البيع.
فهل للسيد جمال مبارك أن يتنازل ويتواضع ويفكر في إطار الفكر الجديد الذي يتبناه ومجهوده في النزول إلى المواطنين أن يشاهد فيلم " عايز حقي"؟
بصراحة شديدة تحدث السيد جمال مبارك بكل ثقة وبهدوء في كل الموضوعات التي طرحها المناوي للحديث بدأ من الاقتصاد الذي أفاض فيه وزاد عما نفهمه ونعيه، إلى أن وصل إلى الاستثمار الذي يسير بكل سرعة ولا توجد الآن مشكلة استثمارية في مصر.
قربت أصدق معلومات سعادته ليس لأنه واثق جدا وهو يطرحها ولكن لأن لا أملك غيرها اللهم إلا معلومات المعارضة المتناقضة تماما عما يذكره.
"إحنا مش عايشين في برج عاجي، إحنا عارفين إن المواطن عنده مشاكل وبيعاني على مدار اليوم" كانت هذه كلمات أمين السياسات ولما سمعهتا قلت في نفسي طيب لما حضرتك عارف ومتأكد إن فيه مشاكل كثيرة وإنهم مطحونين ومش عايش في برج عاجي (إحنا عارفين انك عايش في مصر الجديدة) عملت إيه؟
وبكل صراحة الإجابة وصلتني بشكل غير مباشر فهو لم يسمعني بالفعل ولكنه تبرع بالإجابة التي تشبه المهدئات مرددا لابد أن يعاني المواطن لأنها الضريبة التي لابد أن يدفعها المواطن لان الاستثمار والاقتصاد والتطوير لابد أن يتم بعمق وسرعة وعلى فترة زمنية طويلة.
وأخذ يسرد كيف تغير الحال وتبدلت الظروف منذ عام 2002 وهو العام الذي بدأ يظهر في حياتنا وعرض كيف زادت معدلات الاستثمار الأجنبي في مصر وكيف أنجزت الحكومة انجازا عظيما في رفع يدها عن القطاعات الخدمية وكيف أنتجت الخصخصة والشركات الخاصة فرص عمل لملايين الشباب...الخ
وطبعا حضرته مركز في الاقتصاد والاستثمار –لأنه خريج الجامعة الأمريكية قسم إدارة أعمال- وناسي تماما إن المواطن اللي المفروض انه حاسس به هو الوحيد الذي دفع الثمن في كل ما حدث من نهضة اقتصادية على حد قوله .
ومتناسيا أيضا العجز الذي عانينا منه في العام المالي السابق وركز على توضيح نسبة الزيادة في تدفق الاستثمارات في مصر التي وصلت إلى 6مليار بعد أن كانت 300 مليون فقط دون أن يشرح لنا ما هي نتيجة هذه الزيادة وماهي الفائدة التي عادت على المواطن منها.
وعلى مدار الحوار ومع طرح كل سؤال يلصقه ابن الرئيس بكلمة الاستثمار والاقتصاد ويجعله له صلة به بشكل أو بآخر وكان الحياة لا يوجد بها إلا الاستثمار.
حسني باي باي
وعلى الطريقة الإعلامية المصرية فقد ظهر نجم جمال مبارك وأخذ يزيد بريقا ولم ينسى مبارك الابن أن يذكرنا أيضا بالسنوات القليلة السابقة التي عرفناه من خلالها لتكون هي نفس السنوات التي تطورنا فيها فبعد كل جملة ينطق بها يقول " منذ عام 2002"، ليبدو الأمر وكأنه محاولة لخلع الرئيس الحالي حسني مبارك الذي لم يرد ذكره طوال الحوار.
ليس هذا فقط بل شارك شريط الأخبار أسفل الشاشة في الحرب على مبارك الذي ظهر خبر واحد على لسانه وكان ينادي بضرورة الإهتمام بقطاعي الشباب والرياضة في حين ظهر خمسة تصريحات على لسان جمال مبارك لتتوالي الأخبار عن تصريحات جمال: السيد جمال مبارك يؤكد أن هناك تقدم في البرنامج الانتخابي للحزب الوطني، أمين لجنة السياسات يؤكد أن طح البرنامج النووي لا يرتبط بأي صفقات....الخ
كلمات سعادة الأمين
لا أريد التعليق على جمل وحوار جمال مبارك لأنها بصراحة مستفزة وغريبة ومستهلكة ولكنها في نفس الوقت منظمة ومدروسة ويتم طرحها بشكل دعائي ناجح والآن أترككم مع بعض كلماته:
-"هناك قطاعات كبيرة زاد عليها الطلب وذلك لم يكن موجود منذ سنتين"-
-" فقد زادت فرص العمل في القطاع الخاص بشكل واضح وقلت فرص العمل الحكومي وهو أمر مدروس"
-"لا نستطيع أن نستمر في استخدام نفس الأساليب التي استخدمت في السنوات السابقة، لابد أن نخرج الدولة من المنافسة ونطلق يد القطاع الخاص"
-"ليس من الضروري أن يقل سعر الخدمات ولكن من الممكن أن يزيد مثل قطاع النقل وخصوصا السكك الحديدة وهذا هو المفهوم الاقتصادي للدولة"
-" كل ما قيل عن وجود صفقة وأراء دخول مصر المجال النووي غير صحيح لان هذا المشروع مطروح منذ سنتين، والسبب هو وجود فائض في إنتاج الطاقة الكهربائية في مصدر وأحيانا نصدرها"
-" التطوير في المجال الصحي هو احد أهداف المرحلة، وسنعمل على تعميم مشروع صندوق طب الأسرة الذي يدفعه المواطن وهو الذي تمت تجربته في 5 محافظات ويسعى إلى النهوض بالمستوى الصحي للوحدات الصحية في القرى"
-" سنعمل على زيادة عدد الأسر التي تدخل في مشروع الدعم الاجتماعي ليصل إلى 800 ألف أسرة هذا العام، لكن لازم نتأكد أنهم بيستخدموا الدعم في التعليم والرعاية الصحية ومحو الأمية يعني لازم نتأكد من التزامهم "
-" لدينا قناعة أن قطاع النقل هو مجال جاذب للاستثمار غير الحكومي وهو ماظهر في العامين السابقين وسيتم تنفيذ آلية ولكنها مرحلة ستحتاج 24 شهر أو أكثر ليظهر نتاجها"
-"سنتعامل مع الأحزاب الأخرى وسنضع ما يطرحوه في الاعتبار، فطبعا من المستحيل الاتفاق على موضوع واحد بين مجموعة من الأطراف"
-"أنا عرفت المشاكل والظروف لأنني السنتين اللي فاتوا نزلت الشارع وزرت الجمعيات الأهلية والهيئات والنقابات"
صابر عايز حقه..وجمال عايز كسر حقه
الممتع والمضحك في أن واحد انه في نفس توقيت إذاعة الحوار المباشر على القناة الأولى كان فيه فيلم"عايز حقي"على القناة التي لاتستطيع أن تغمض عنها عينيك"روتانا سينما".
في الفيلم كان هاني رمزي يناقش مشاكل المواطنين الحياتية ويبحث عن حلول لفقرهم وظروفهم السيئة ومشاكلهم التي لا تنتهي ليصل إلى حل جذري من وجهة نظره بأن يبيع البلد للمستثمرين أو بمعنى أصح لمن يدفع أكثر وسط رفض من أهله وناسه ولكن هذه المرة لصالح المواطن المصري يعني كل مواطن يأخذ حقه ناشف.
أما في الواقع فكان جمال مبارك يبارك وبكل ثقة عملية البيع نفسها ولكن لصالح المستثمرين يعني بمعني أصح يشتروا البلد ويستثمروا فيها ويبيعوا أهلها أنفسهم وياخدوا كمان الفلوس مؤكدا أن هذا هو السبيل الوحيد في الفترة القادمة ليبقى مدافع عن الخصخصة والاستثمار والمستثمرين الذي يعد هو نفسه واحد من ألمعهم وأكثرهم ثراء على مستوى عالم المال والأعمال
في الفيلم"صابر" هاني رمزي رفض أن يبيع بلده وأسهم المواطنين للأجانب واخذ يصيح"مش هانبيع مش هانبيع وحقنا فيها مش هايضيع" مفسرا ذلك أن المستثمرين لايمكن أن يخسروا وإنهم دوما على مكسب وإذا كانوا عرضوا أسعار مغرية بالفعل على المواطنين فلابد أن البيعة تكسب أكثر من كده بكثير أما في الواقع فالسيد "مبارك الابن" مازال مستمر في صفقة البيع.
فهل للسيد جمال مبارك أن يتنازل ويتواضع ويفكر في إطار الفكر الجديد الذي يتبناه ومجهوده في النزول إلى المواطنين أن يشاهد فيلم " عايز حقي"؟