الأحد، مارس ١٤، ٢٠١٠

عن عمرو ورضوى أكتب



صباح اليوم بحثت عن رقم عمرو عزت فلم أجده على هاتفي..، لم أعرف لماذا أردت التحدث إليه ولكني أفتقدته، وربما نويت الإطمئنان عليه وحسب..أتذكر جيداً أن كل المرات السابقة التي بحثت فيها عن رقم عمرو طلبت رضوى فحادثته....

سألت نفسي.. لماذا لم أحصل على رقم عمرو من قبل؟؟ رغم أنني أعرف أن لديه رقم خاص به، بعد سنوات من رفضه إقتناء الموبايل..فكرت في طلبه من رضوى ولكني تراجعت..فكرت في سؤال أحدهم ولكني لم أجد من يعرف الرقم ..

شعرت برغبة ملحة في الاطمئنان عليهما معاً، برغم اتصالي برضوى بشكل دوري واطمئناني على أحوالها والتعليق على كلامها الحزين على الفيس بوك، إلا أنني شعرت بضعفها وقوتها في اللحظة نفسها..

قرأت ما كتبته رضوى على مدونتها، ثم فكرت في الإطلاع على ماكتبه عمرو للمرة الأولى منذ معرفتي بخبر الإنفصال..أتعاطف مع رضوى كثيراً ربما لأنني أعرف مشاعر الأنثى وتفاصيل ما يدور بداخلها..لم أفكر في عمرو قبل اليوم وكنت أعتقد أنه سعيد أو ربما غير مبال..ولكن اليوم فقط شعرت بألمه..

دعوني أحدثكم عنهما قليلاً، لاأعرف إن كان من حقي ذلك أم لا ولكني سأحذف التدوينة إذا طلبا ذلك..

عمرو ورضوى قصة هذا الجيل، حكاية الحب التي نشأت واستمرت بشكل مختلف تماما عن كل الظروف والطرق العادية..تعرفا بشكل عفوي وتزوجا بطريقة مختلفة..ضمت حديقة الأزهر بارك أصدقائهما المختلفين والمتنوعين من كافة الأطياف والأتجاهات السياسية..قبل ثلاث سنوات غنينا معاً لساعات طويلة وضحكنا ومضينا كل في طريقه يبارك الزواج ويتمنى فتاة برقة رضوى وشاب بجسارة عمرو..


مرت السنوات وظلا مختلفين، يصادقان أطياف متنوعة من البشر، يقيمان جلسات في بيتهما ذو الجدران البيضاء كما اختار عمرو..والعفش الأسود كما اختارت رضوى على ما أظن..والكنبة الحمراء تضفي لون مفرح على الجلسة وتتناغم مع الأبيض والاسود في بيتهما..

رضوى...فتاة هادئة هكذا تعتقد عندما تراها للمرة الأولى..ترمقك بنظرات طويلة ساكنة، تجبرك على الإعتراف بأسرارك بلا أي مجهود منها..تخبرك عيناها بأنك في أمان تام فتحدث ولا تترك شيئاً بداخلك فهنا سترتاح بلا شك وستعرف أشياء عن نفسك لم تدركها من قبل أبداً وستعرف أيضاص انها أنشط من كل الفتيات التي قابلتهم في حياتك وهدوئها ماهو إلا ما تشعر به أنت..

أنيقة..نحيفة ..ترتدي ألوان هادئة ورقيقة وبسيطة..تترك شعرها على كتفيها أو تربطه للخلف ببساطة، تنقلك من هنا إلى هناك في لمح البصر وبخفة واضحة..تفضل الموسيقى والمشي وزيارة الحسين في مناسباتها الخاصة..تقرأ لابراهيم أصلان وأسامة الديناصوري وتفضل صوت زياد رحباني وأسماء مطربين ربما لم تسمع عنهم من قبل أبداً..

تحلم بأشياء بسيطة وتحقق أحلامها بسرعة..تقرر شراء سيارة تشبهها كثيراً لا تتردد في تعلم القيادة وتترك كل ما مرت به من تجارب فاشلة في شوارع القاهرة وتمضي قدماً بعربتها الفضية الصغيرة..تسير في طريقها بلا ملل أو توقف..

عمرو..فتى أقرب للبدانة من النحافة..يهتم بترك لحيته ولكنك لا تستطيع ان تعرف هل تركها سنة ام كسل أم ماذا..يرتدي نظارة أقرب للعلماء منها للمواطن العادي..هاديء هو الآخر ولكن صوت ضحكاته هي التي ستخبرك من هو بعد قليل..فبداخله فتى متمرد على كل شيء..طامع في كل شيء زاهد في كل شيء في الوقت ذاته..

مفكر..صامت أغلب الوقت وإذا تكلم قال حديثاً مميزاً ربما لن تسمعه في حياتك مرة أخرى إلا منه..مثالي في شرح وجهة نظره..فلا يدع لديك أي قدر من الشك في تصديقه أو الرغبة في التقليل من شأن ما قال أو حتى مناقشته في وجهات نظر أخرى ..

أنيق ببساطة..لا يغير ألوان ملابسه كثيراً ويفضلها بلا نقوش أو رسوم ..ألوانه حياديه غامق أو فاتح..وربما يمزج بين الإثنين البنطلون أسود والتي شيرت بيج..هكذا يفضل عل ما أعتقد..

تشعر وأنت جالس مع عمرو أن بداخله فيضان من الحب والحنان والطيبة، طفولي في قليل من التصرفات لاتكاد تلحظها بسهولة فهو مفكر عتيد لايترك الآخرين ينفذون إلى داخله بسهولة ولكنك تستطيع سرقة بعض النظرات في خلسة من ذكائه المتقد..

يفضل تناول الكشري بالكبدة،غير مدخن، يعمل بالصحافة بعد أن قرر ترك الهندسة التي درسها لسنوات خمس ثم تخلى عنها بسهولة تجعلك ترفض دخول أحدهم الهندسة للأبد..

عمرو ورضوى..حكاية جيل بدأ كل شيء على طريقته وقرر أن ينهيها أيضاً بطريقته..لا أدعي أنني حزينة أكثر من أي منهم ولكنني حزينة جداً لفراقهما..ربما أشعر بقرب نهايتي واقتراب طلاقي طالما حدث ذلك لهما..فكرت كثيراً في الإنفصال كغيري من بنات هذا الجيل ورجاله..حادثت رضوى في الفكرة ذاتها فأخبرتني أن أزواجنا مختلفين وأننا لابد وأن ندرك ذلك..كما أخبرتني أنني وبراء رمز الجيل..

أدركت الآن معنى أن ينفرط العقد ويتوه فرد منه أو يختار الإبتعاد عن رفيقه..أصبح الإختيار أسهل الآن يا رضوى والحكاية بدأت تنقلب للجد يا عمرو ..

بالأمس أعلمني الفيس بوك انكما أصبحتما صديقين من جديد، ولكن ربما لا أستطيع تقبل ذلك وربما تمنيته من داخلي منذ بداية الأزمة..أعرف أنكما أكبر من الخلاف ولكنها المشاعر الإنسانية الضعيفة التي تسيطر علي وعليكما بالتأكيد

أحبكما كثيراً

هناك ٧ تعليقات:

WS يقول...

أنا حزين

محمد ربيع يقول...

يا فندم العربية لونها ازرق
واخبار مليكة ايه؟

ام مليكة يقول...

ههههههههه
والله كل مرة اقول لرضوى فضي وهي تقول لي زرقاء وانا مصممة

مليكة بخير الحمد لله

Samar يقول...

حصرياً للبنات و الستات بالذات تابعوا مدونتي الجديدية عن الطبيخ لوصفات الأكل اللذيذة و الاستثنائية

حسناء الشامى يقول...

كل سنة وانتى طيبة يادودو وسلميلى على لوكة اوى اوى يارب تكونى بخير انتى ولوكة ويكرمك ويثبتك على الحق دايما

شوشو يقول...

يادودو شوشو بتسلم عليكى اوى اوى وبتقولك وحشتينى اوى انتى ولوكة وتعالوا بقا علشان عاوزة تشوفكوا

غير معرف يقول...

انا اسفة لسماع خبر طﻻقك ... لعلها بداية جديدة لحياة اريح ... ربنا يروق بالك